• ×

04:32 صباحًا , السبت 25 ذو الحجة 1446 / 21 يونيو 2025


الجهني في خطبة الجمعة الحج قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام له آداب وأعمال

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

التحرير
وطنيات - مكة المكرمة
أمّ المسلمين اليوم الجمعة في المسجد الحرام فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني فتحدث فضيلته في خطبته الأولى عن الظروف الاستثنائية للحج هذا العام فقال : في هَذِهِ الأَيَّامِ الطَّيِّبَةِ الْمُبَاركَةِ يَشُدُّ الحُجَّاجُ رِحَالَـهُم إِلى بَيْتِ اللهِ الـحَـرَامِ، نَدْعُو اللهَ لَهُم بِالسَّلَامَةِ في الـِحِلِّ والتِرْحَالِ، وأَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّا ومِنْهُم صَالِحَ الأَعمَالِ.

وفي ظُرُوفٍ اِسْتِثنَائِيَّةٍ، وحِرصًا عَلَى إِقَامَةِ هَذِهِ الشَّعِيرَةِ العَظِيمَةِ دُونَ أَنْ يَلْحَقَ ضَرَرٌ بِأَروَاحِ الحُجَّاجِ بِـمَا قَرَّرَهُ أَهْلُ الاِخْتِصَاصِ، مِنْ أَنَّ التَّجَمُّعَاتِ تُعْتَبَرُ السَّبَبَ الرَّئِيسَ في اِنْتِقَالِ العَدْوَى، وزِيَادَةِ انْتِشَارِهِ؛ لِذَا قَرَّرَتْ حَكُومَةُ المَمْلَكَةِ العَربِيةِ السعُودِيةِ بِقَيَادَتـِهَا الحَكِيمَةِ وَفَّقَهَا اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالى لِكُلِّ خَيْرٍ، بِأَنْ يَكُونَ حَجُّ هَذَا العَامِ بِعَدَدٍ مَحدُودٍ جِدًّا.

نَسْأَلُ اللهَ تَبارَكَ وتَعَالَى أَنْ يَـمُنَّ على خَلْقِهِ بِرَفعِ هذَا الوَبَاءِ عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ، وأَنْ يُنْزِلَ مَكَانَهُ الدَّوَاءَ والشِّفَاءَ.

ثم تحدث فضيلته عن فضل الحج فقال : يَنْعَمُ حُجَّاجُ بَيْتِ اللهِ الحَرامِ مِـمَّنْ وَفَّقَهُم اللهُ تَبَاركَ وتَعَالى وكَتَبَ لهم فَرِيضَةَ حَجِّ هَذَا العَامِ، بِأَدَاءِ هَذَا الرُّكْنِ العَظِيمِ، فَالحَجُّ فَرِيضَةٌ عَظِيمَةُ الأَجْرِ والثَّوَابِ، جَمَعَتْ بَينَ الـجُهْدِ البَدَنِـيِّ وإِنْفَاقِ الْمَالِ؛ لِذَا كَانَ جَزَاؤُهُ مَغْفِرةَ الذُّنُوبِ والسَّيِّئَاتِ، والتَّجَاوُزَ مِنْ اللهِ عز وجل عَمَّا سَلَفَ مِنْ التَّقْصِيرِ والـهَفَوَاتِ. عَنْ عَمْروِ بْنِ العَاصِ رضي الله عنه في قِصَّةِ إِسْلَامِهِ، وفِيهَا: (( فَلَمَّا جَعَلَ اللهُ الإِسْلَامَ في قَلْبِي، أَتَيْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَقُلْتُ؛ اِبْسُطْ يَـمِيْنَكَ فَلِأُبَايِعُكَ، فَبَسَطَ يَـمِيْنَهُ، قَالَ: فَقَبَضْتُ يَدِي، قَالَ: مَالَكَ يَاعَمْرو؟ قَالَ: قُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَشْتـَرِطَ، قَالَ: تَشْتَـرِطُ بِـمَاذَا؟ قُلْتُ أَنْ يُغْفَرَ لِي، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ، وأَنَّ الـهِجْرَةَ تَـهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا، وأَنَّ الحجَّ يَهدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ)). رَواهُ مُسْلِم .

يَا حُجَّاجَ بَيْتِ اللهِ الحَرامِ، الحجُّ قَاعِدَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ قَوَاعِدِ الإِسْلَامِ، لَهُ آدَابٌ وأَعمَالٌ، فَمِنْ آدَابِهِ قَوْلُهُ تعالى الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) فَالْرَّفَثُ هو: الـجِمَاعُ، والفُسُوقُ هو: الـخُرُوجُ عَنْ طَاعَةِ الإِسْلَامِ، والـجِدَالُ هو: الْمُنَاقَشَةُ في غَيْرِ مَصْلَحَةٍ حتَّى تَصِلَ إِلى الْمُخَاصَمَةِ.

واختتم فضيلته خطبته الأولى بشرح أعمال الحج فقال:ومِنْ أَعمَالِ الحجِّ يَا رَعَاكُمُ اللهُ: الوُقُوفُ بِعَرَفَةَ سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ أو مِنْ نـَهَارٍ يَوْمَ التَّاسِعِ مِنْ ذِيْ الِحجَّةِ، والْمَبِيتُ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الحرَامِ في مُزدَلِفَةَ، ورَمْيُ الجَمَرَاتِ، والْمَبِيتُ بِـمِنًى أَيَّامَ التَّشرِيقِ، والطَّوَافُ والسَّعيُ والـحَلْقُ أَوْ التَّقصِيرُ، والـهَدِيُ لِمَنْ كانَ مُتَمَتِّعًا أو قَارِنًا، فَيَجِبُ الأَخْذُ بِـجَمِيعِ آدَابِ الحجِّ وأَعْمَالِـهَا، فَالكُلُّ مِنْ التَّشْريعِ ومِنْ أَمْرِ اللهِ تَبَاركَ وتَعَالى .

أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشيطَانِ الرجِيمِ: ( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ).

ثم تحدث فضيلته في خطبته الثانية عن عظمة العشر من ذي الحجة فقال : فَفِيْ العَشْرِ مِن ذِي الحِجَّةِ يَومٌ عَظِيمٌ قَدْرُهُ, جَلِيلٌ أَثَرُهُ؛ وَهُو يَومُ عَرفَةَ، ومَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ عَرَفَةَ؟ أَخرَجَ مُسلِمٌ فِي صَحِيحِهِ بسَنَدِهِ عَن عَائشَةَ –رَضِيَ اللهُ عَنهَا- عَن رَسُولِ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : (( مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِم الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟ )).

يَوْمُ مَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ، والتَّجَاوُزِ عَنْ الآثَامِ، ويَوْمُ المُبَاهَاةِ بِأَهْلِ المَوْقِفِ، والعِتْقِ مِنْ النَّارِ .

يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ وبَصَرَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَيُسَنُّ صِيَامُ هَذَا اليَوْمِ لِغَيْرِ الحَاجِّ، فَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ مَاضِيَةً ومُسْتَقْبِلَةً، وصَوْمُ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ سَنَةً مَاضِيَةً " رواهُ الإِمَامُ مُسْلِم.

ثم اختتم فضيلته خطبته الثانية عن مايسن عمله في العشر من ذي الحجة فقال : ويُشْرَعُ كَذِلكَ اِسْتِثْمَارُهُ بِالعَمَلِ الصَّالِحِ؛ لِأَنَّ العَمَلَ الصَّالِحَ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ الجِهَادِ، وَلِأَنَّ يَوْمَ عَرَفَةَ أَحَدُ أَيَّامِ عَشْرِ ذِيْ الحِجَّةِ التي قَالَ عَنْهَا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : " مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ"، فَقَالُوا: يَارَسُولَ اللَّهِ، وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ". رَوَاهُ التِّرمِذيُّ.

قَالَ الحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللهُ: ( لَمَّا كَانَ اللهُ سُبْحانَهُ وتَعَالى قَد وَضَعَ فِي نُفُوسِ المُؤمِنِينَ حَنِيْنًا إلى مُشَاهَدَةِ بَيْتِهِ الحَرَامِ، ولَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ قَادِرًا على مُشَاهَدَتِهِ فِي كُلِّ عَامٍ، فَرَضَ عَلى المُسْتَطِيعِ الحَجَّ مَرَّةً وَاحِدَةً في عُمُرِهِ، وجَعَلَ مَوْسِمَ العَشْرِ مُشْتَركًا بَيْنَ السَّائِرينَ والقَاعِدِينَ، فَمَنْ عَجِزَ عَنْ الحَجِّ في عَامٍ قَدِرَ في العَشْرِ عَلى عَمَلٍ يَعْمَلُهُ في بَيْتِهِ يَكُونُ أَفْضَلَ مِنْ الجِهَادِ الَّذِي هُو أَفْضَلُ مِنْ الحَجِّ).

أَيَّامٌ عَظِيمَةٌ وعَجِيْبَةٌ، فَإِذَا كَانَتْ الأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ فِيهَا أَفْضَلَ مِنْ الجِهَادِ في سَبِيلِ اللهِ، رَغْمَ عَظِيمِ شَرَفِ الجِهَادِ ومَكَانَتِهِ، إِلَّا أَنْ يُقْتَلَ المُجَاهِدُ ويَذْهَبَ مَالُهُ، فَأَيُّ غَبْنٍ وأَيُّ خَسَارَةٍ تَلْحَقُ الغَافِلَ عَنْ هَذِهِ الأَيَّامِ، فَهَلْ مِنْ مُعْتَبِرٍ؟ وهَلْ مِنْ مُدَّكِر؟ فَإِنَّهُ مَهْمَا طَالَ زَمَنُ الغَفْلَةِ والفُتُورِ فَلَا يَجِبُ أَنْ يَطَالَ هَذِهِ الأَيَّامَ.

وعَلَيكَ أَخِي المُسلِمُ وأَخْتِي المُسْلِمةُ أَنْ يَجْتَهِدَ كُلٌّ مِنَّا فِي الدُّعَاءِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، فِي وَقتِ النُّزولِ الإِلَهِيِّ, وَلْيَسأَلْ اللهَ سبحانه وتعالى المَغفِرَة, وَلْيَسأَلْ اللهَ الرَّحمَةَ, وَلْيَسأَلْ اللهَ –جَلَّ وَعَلَا- مَا أَبَاحَهُ مِنَ المَسَائلِ. فَدُعَاءُ عَرَفَةَ مُجَابٌ كُلُّهُ في الأَغْلَبِ، إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَاركَ وتَعَالى إِلَّا لِلْمُعتَدِينَ في الدُّعَاءِ، بِمَا لايُرضِي اللهَ عز وجل.
بواسطة : التحرير
 0  0  529
التعليقات ( 0 )

قناتنا على اليوتيوب

آخر التعليقات

رئيس البلدية الجديد أول ما جاء صرح تصريح بأنه بأعداد منصه لجميع المشاريع ابشركم لا عاد شفنا المنصة
مشروع ازدواج طريق ثلوث المنظر بين التعثر وحوادث الوفيات

21 ذو الحجة 1446 | 2 | | 469
  أكثر  
شكر صحيفة وطنيات على الطرح الجميل الواقعي من عبر هذه الصحيفة رسالتها توجهات الجهات الحكومية المعني
مشروع ازدواج طريق ثلوث المنظر بين التعثر وحوادث الوفيات

21 ذو الحجة 1446 | 2 | | 469
  أكثر  
جزاكم الله خير على الاشاده جميعاً وهذا واجبي
فيديو- "البجادي" انقذ عائلة في حادث سير بطريق الرين وقبيلة بأثرب بني شهر تُكرمه

19 ذو الحجة 1446 | 1 | | 524
  أكثر  
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 04:32 صباحًا السبت 25 ذو الحجة 1446 / 21 يونيو 2025.