
بقلم د.موسى بن محمّد الهزازي
في صيف عام 2025م؛ استقبلت بمطار الملك سعود في الباحة صديقي "ريان موسى" قادماً من إنجلترا؛ حيث كان في رحلة دراسية قصيرة لتعلم اللغة الإنجليزية؛ كان اللقاء به حاراً مغلفاً بشوق الأب لابنه؛ واشتياق الابن لموطنه، استلمنا الأمتعة وتوجهنا الى سيارتنا؛ وهنا بدأ "ريان" يتحدث عن رحلته وتجربته القصيرة ويأمل بإعادتها.. فقلت له: هل أحببت تعلم اللغة الإنجليزية؟ قال لي مبتسماً.. ليس مهما أن أحبّها؛ المهم إني أريد تعلمها، فقلت له وعيناه تنظران إليّ بابتسامة: اسمع هذه الحكاية.. في ليلةٍ من الليالي كان هناك طفلًا مع والده ينظران إلى نجم ساطعٍ في السماء؛ وفجأةً وبلا مقدمات بكى الطفل..
فقال له والده باستغراب: طفلي الصغير: لماذا تبكي؟
فقال الطفل.. لأن النّجم بعيداً جداً ولا أستطيع أن ألمسه!
فقال له والده:
طفلي الصغير.. دعه في قلبك..
إن لم يكن في قلبك فلن تستطيع رؤيته..
ازدادت ابتسامة ريان.. ثم قال والضباب يغطي المكان حولنا: في الجو غيم..
فقلت له يا ابني: عيش الأمل.. كأنك ذلك الشاب الذي دخل في تحدي سباق سباحة بمياه شديدة البرودة ليعبر إلى اليابسة وكان الضباب من حوله كثيفاً؛ بحيث أنّه لا يستطيع أنْ يرى القوارب القريبة منه إلا قارب واحد ملاصق له وبه والديه وكانا يقدمان له التشجيع ويقولان له: لم يبقى إلا القليل وتصل إلى اليابسة؛ واستمرا يحفزانه لكيلا ينسحب من السباق، لكن تمكن منه التعب ولم يكن يرى إلا الضباب الكثيف، فتوقّف الشاب وطلب الانسحاب والصعود إلى القارب.. بعد شهرين عاد الشاب واشترك بسباق تحدي السباحة (وسط الظروف الجوية مشابهة) مياه باردة؛ وضباب كثيف؛ لكن الشاب كان يسبح بثقة عالية وهدف واضح وبالفعل فاز بالسباق ووصل إلى اليابسة.
وفي حديثه لوسائل الإعلام بعد تحقيقه الفوز؛ قال هذا الشاب: أنا لا ألوم نفسي لأني انسحبت في المرة الأولى بسبب أنّي لم أرى اليابسة أو التعب؛ كلا! بل سبب انسحابي هو الضباب هو الذي منعني أن أرى هدفي.
وفي هذه المرة وعلى الرغم من وجود نفس الضباب الكثيف الا أني حددت هدفي بثقة عالية وأدركت ان خلف هذا الضباب الكثيف هناك توجد اليابسة.. وانجزت المهمة.
لابد أن نعيش الأمل بداخلنا لنصل لحلمنا ونحقق اهدافنا.. فمهما كنا نملك من القدرات والمواهب والدعم من الاخرين ونحن لا نعيش الأمل لن نستطيع أن نحقق أي هدف من أهدافنا.
دمتم بود..

قلم رائع
وحروف ذهبية