بقلم يحيى الشهري
وقبل ان نذهب أخذت أُرتب لهذهِ الزيارة فذهب وشريت افخم العطور ولبست افخم اللباس وكأنني ذاهب لحفلة زواج ،وفي الليلة التالية وقبل صلاة العشاء ذهبت أنا وصاحبي لوسط المحافظة وتناولنا وجبة العشاء في أحد المطاعم المشهورة وبصراحة كنت متحمسًا لمشاهدة ما يدور في القرية. وكي لا أطيل عليكم اتجهنا إلى القرية جنوب المحافظة وعند الاقتراب شاهدت طوابير من السيارات وقد اصطفت وامتلأت بها الساحات الخارجية. مكثنا طويلا نبحث عن موقف لسيارتنا وبعد أن عثرنا على موقف ترجلنا ومشينا قرابة 500 متر وفي طريقُنا لفت انتباهي مكتبًا واجهته من زجاج كتب على الواجهة مكتب الإدارة في البداية ضننت أنني سأجد مسؤولا عن القرية كُنت أود الاستيضاح منه عن السمرات والمورث الشعبي الذي يُقام في هذه القرية هل تدعمه جهة مسؤولة مثلا.؟ هل يحظى بتنظيم من جهات ذات الإختصاص.! ولكنني لم أجد سوى مكتب مغلق بداخله طاولة وكرسي ومكيف وواجهه زجاجية تكشف محتويات المكتب.
ولحسن الضن قُلت ربما المكتب يكون مغلقًا في أوقات المساء ولكن نُقل لي أن هذا المكتب كان يخدم القرية أيام المهرجانات الشتوية. واصلنا مسيرنا حتى وصلنا إلى أولى المواقع التي تكتظ بالصفوف.
أخذت كرسيًا وجلست أستمع للأهازيج والموسيقى الصاخبة تارة موروث تهامي وتارة موروث جنوبي وتارة شيلات مختلفة يتم التفاعل معها وصخب الموسيقى يعم أرجاء المكان. وتجنبًا للإزعاج حاولت أبحث عن موقع آخر في ذات المكان ولكن كان كل كشك تديره إحدى النساء البعض منهن من الأسر المنتجة أمامه مجموعة من الناس يتراقصون على أنغام الموسيقى.
ولحُبي للموروث الشعبي والرقصات الشعبية أدخلت يدي لإخراج هاتفي لأخذ عدد من مقاطع الفيديو للذكرى. وعند وضعي هاتفي أمامي شاهدت بعض الاشخاص يتقدمون نحوي ضننت أنهم يريدون التعرف علي خاصة وأنني وجه غير مألوف في المكان ، وما أن أقترب مني أحدهم حتى صرخ قالا "نزل الجوال" لم أفهم الأمر وعندما تقدموا نحوي قالوا لي ممنوع التصوير. فسألته لماذا ممنوع التصوير والمكان عام ولا يوجد فيه أي لوحة أو تعليات تمنع التصوير..! فقال لي "نزل الجول" وبنبرة غضب وما هي إلا ثوان حتى أجتمع حولي قرابة عشرة أشخاص مطالبين بعدم التصوير...! سؤال خالجني بحث لهُ عن إجابة ما هي قوانين التصوير في القرية.؟ ولماذا يتم منع التصوير.؟ فلم أجد أي إجابة وبعد أن نظرت في وجوه بعض الموجودين شاهدت الكثير منهم (متلطم) بشماغة وكأنه في مكان ممنوع فتبادرت إلى ذهني إجابة واحد فقط، أن الكثير منهم لايريد أن يظهر في مقاطع فيديو قد يصل هذا المقطع إلى أهل بيته ... ولا أعلم لماذا كل هذا الخوف من التصوير رغم أن المكان يعج برواد القرية.
لم تكن ليلة جميلة بالنسبة لي فقد شاهدت إعداد وجبات الطعام والشاي والقهوة بعيدة عن تطبيق الإشتراطات الصحية ،ولكنها تبدو جميلة لرواد المكان خاصة وأن البعض منهم يسمح لهُ بالتصوير وأعني المحسوبين على المكان . كمْ كنت أتمنى أن أكون سعيدا في هذه الليلة خاصة وأنها أول زيارة لي للقرية ولكن حدث عكس ذلك فقد أساءني ما شاهدته من بعض التصرفات التي بدت لي غريبة لا أريد الخوض فيها والكثير من زوار القرية ربما لايريدون الخوض في هذا الجانب. وعلمت فيما بعد أن ربات البيوت لايرن ازواجهن يذهبون للقرية لأسباب ربُما لانعلمها..!
لم نستمر طويلاً في السمرة فعند الساعة 12 مساءًا حضرت الجهات الأمنية في المحافظة ووجهت الجميع بالمغادرة الآمر الذي لم يروق للكثير فقد كانوا يريدون السمر إلى ساعات الصباح الأولى . بحكم ان الكثير منهم قد حظروا من أماكن بعيدة للإسمتاع بليالي السمر .
في الختام السمرة البارقيه في القرية جميلة لمن يعشق الطرب والفلكور الجنوبي ولكن تحتاج إلى قليل من التنظيم والترتيب خاصة وأنها باتت مقصدا للكثير من الأهالي وأصبحت مقرا ليليا لزوار المحافظة.