
منال الدهمش
حديثُ النبيَ صلى الله عليه وسلم :
"نعمتانِ مغبونٌ فيِهما كثيرٌ من الناس ، الصحةُ والفرآغ"
واستشعرتُ أنَّ طاقتي التي أملِكُها كأيِ شاب
في هذا العمر لايجبُ أن تُهدرَ سُدًا ، ذهبتُ لأهلِ الخبرةِ والحنكة ليلهِمُونِي بخططٍ تُعينُنِي على ذلك فوجهُوني إلى "الأعمال التطوعية " حتىَ يظهرَ قبَولي ، في بدايةِ الأمرِ ترددتُ كثيراً
وخرجتَ ليَ الكثيرُ من الأعذرِ والعقباتِ الذهنية ،
لكن بعدَ الاستخارة عزمتُ قراري فاتجهتُ إلى مؤسسةٍ خيريةٍ قريبةٍ من منزلي ، وتطوعتُ للعملِ معهمُ فترةَ الإجازةِ الصيفية ..
و مازلتُ أذكرُ ذلكَ الإحساس الذي شعرتهُ عندَ دُخولي عليهم لأولِ مرة، أحسستُ بشعورٌ غريب ، وذلكَ الشعور كانَ يزيدُ من إستمراري ويحفزنُي ، شعور رغَم إجتهاد ُبدني إلا أنَّ قلبي كان على النقيض !!
مرتاح ، منشرح ، سعيدٌ
بإنجازي في مساعدةِ الآخرين و الإحسانِ للجميع ،
النفسُ حينَمَا تُربِيهَا على مفهومِ التطوعِ الذي هوَ نهجُ الأنبياءِ والرسل عليهم السلام ، ستستمر على البذلِ والعطاءِ مهما كانتِ الظروف ، ولن تنتظرَ الأجرَ من أحد.. بل تنتظر
منَ اللهِ الواحدِ الأحد ،
{إنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً}
تلكَ التجربةُ التي ساقَهَا اللهُ لي جعلتني
استمرُ في تطوُعي ، حتَى وأنا أدرسُ في مرحلتِي الجامعية ، لأني على يقينٍ بأنَّ ربي سييسرُ ليَ الأمور
وسيباركُ في وقتي ويعننَي على ترتيب يومي ،
وها أنا علىَ مشارف التخرج مِن الجامعةِ وللهِ الحمد ،تحصيلي العلمَي مرتفع ،
وفي فترةِ تطوُعي قد نَمَت ليَ مهاراتٌ عديدة ،
و أكتسبتُ خبراتٍ جديدة وهذا كلُهُ بفضلِ الله ،
فالتطوعُ عملٌ يحبهُ الله ، وحينما تفعلُ مايحبهُ الله
وتنفعُ خلقَه وتعمُرُ أرضهَ بإصلاحٍ لابدَ يعينكَ
ويقضي عنكَ كل أمورِك .
لذلك يارفاقي دعونا نتخذُ من التطوعِ منهجًا
للحياة !