في موقع ما من مركز ثلوث المنظر التابع لمحافظة بارق، توجد مساحة مترامية الأطراف تضم منازل قديمة قليلة لمواطنين والكثير من المباني الجديدة والأحواش والأراضي المجهزة للبيع بالكامل.هذه المنطقة تدعى " السحر" - بفتح السين_ وهي بالفعل ساحرة الجمال وذات مساحة أغرت الكثير من التجار بالشراء فيها .إنه موقع أحلام تجارية للبعض كما يبدو ،وهي بالفعل تبدو كذلك..لكنه يحتاج شيئا واحدا ليكتمل هذا الجمال.يحتاج توضيح الوضع النظامي لهذا الموقع فقط..

ذات مرة وفي ذات المكان، قابلت رجلا مسنا لا أعرفه ،استوقفني قائلا : أنوي شراء أرض هناك لكن صاحبها يقول أنه لا يملك صكا لها، رغم أنه في ذات الوقت يؤكد أن صكا شاملا لملكية تلك الأراضي لقبيلة هنا ، كان يخشى أن يكون ذلك الصك مجرد صك فك نزاع مع قبيلة أخرى، يومها شعرت بالدوار من شرحه المعقد واعتذرت عن إفادته بشيء، بداعي نقص معلوماتي عن هذا المكان بالذات...وللحظة شعرت بالتعاطف معه ،حين بدا لي غريبا عن المنطقة وهو بالتأكيد كان يسأل ليبقى مخططه الشرائي ضمن الأنظمة..ذهبت وأنا أتساءل ،هل يوجد شيء يدعى أراض قبيلة أصلا ،يتاح فيها البيع والشراء دون صكوك مثبتة من المحاكم..

ومنذ ذلك الموقف وأنا أتردد على هذا الموقع بين الفترة والأخرى ، فألاحظ أنها تشهد عمليات بيع مستمرة وبناء يسابق الزمن، ليلا ونهارا وأثناء العطل حتى ،لكن أحدا هناك لا يجزم بوجود صك يؤكد أنها أملاك خاصة، فلم كل ذلك الاهتمام بها ولم كل هذا التهافت، خصوصا إن علمنا أن بلدية المُحافظة أن نفذت الكثير من أعمال الإزالة هناك ، إلا إنها لم تتمكن من إزالة ذلك الشغف الذي يذهب بتجار العقار إلى شراء أراض لا يمتلك بائعوها صكوكا خاصة عليها..
مواقع ساحرة الجمال كما قلت وقادرة على إبهارك دوما، فهي المكان الوحيد في المحافظة الذي يشهد إقبالا على الشراء والبناء وحتى التشجير على النمط المترف ،لكنها في ذات الوقت تشعرك بالخوف من أن ترى أزهار أحلامك غدا في كف الرياح حين يقفز شخص ما لمقاضاتك بدعوى حقه الخاص الذي لا يملكه فيحول سعادتك إلى أطلال وأنت تشاهد جرا فات البلدية تهدم ما بنيت لأنك للتو اكتشفت انك اعتديت على أراض حكومية ،قال لك من باعها لك أنها أرضه الخاصة..أرأيتم حجم الخوف ؟!
أكتب والحيرة تملأ قلمي عن ذلك المكان الذي يبدو أعجوبة اقتصادية ،فلا هو بالذي غدا أرضا حكومية بصك معلن ولاهو الذي صار مكانا نظاميا للبيع والتملك فيه..وهنا تطل الكثير من علامات الاستفهام!! متى تتضح الصورة؟!
هل الموقع نظامياَ بالكامل بصك موثق لكنه لم يشتهر؟
هل هو مكون من جزئين النظامي يترك وغير نظامي تمت عليه الإزالة؟ وأين الموقع النظامي وكذلك أين الموقع الغير نظامي؟!
أم انهُ غير نظامي بالكامل ولكن يوجد خلل ما في آليات المراقبة بشأنه؟!
نحتاج معلومات مؤكدة.لحماية للبسطاء الذين يتورطون هناك؟!
فهل تخرج لنا الجهات المعنية في المُحافظة لتحديد الوضع النظامي لذلك المكان الذي يشهد نشاطاً لا يكل ولا يمل؟
،خاصة وان بلدية المُحافظة نفذت اعمال إزالة كثيرة في هذا الموقع ،إما بتأكيد عدم نظامية الموقع أو نظاميته بالكامل كاملا بحيث يتشجع المستثمرون على تنميته تحت الأضواء..مما سيعود بالنفع على المركز والأهالي هنا..هذا ما نؤمله كي لايتكرر مشهد الإستحصال على أموال البسطاء التي تذهب هدرا عند التورط في شراء الأراضي غير المثبتة بالصك أو الملك المتوارث..كما قد يحدث لذلك المسن البسيط الذي سألني ولم أستطع إفادته برأي..
كلنا أمل في ذلك.فهل نرى ذلك واقعا قريبا. نحن كما قلت، نأمل ،ونثق ، ونعرف أن ذلك قريب..